ليست خطيرة ولكن...
د. عبدالجواد عباس
أســـــــــوار
هذه الأسوار العالية التي تسـدّ مقدمة كثيرٍ من المنازل في مدينة البيضاء وحتى غيرها من الأماكن.. أنها أسوار عالية، أكثر من ثلاثة أمتار، تحجب ضوء الشمس كما تحجب الهواء والرؤية...
فممن نحن خائفون ؟ وعلامَ نحن خائفون ؟.. يكفي جدار بقدر طول القامة يصدّ عنا عيون المتطفلين، ولندع الهواء يمر، ولندع الشمس تنفذ، فالأغلب أن بيتا تدخله الشمس لا يدخله الطبيب.
مدينة حديدية
في ما جاورنا من البلاد العربية وغيرها من البلدان الأجنبية لا نجد هذا الحرص الشديد على تركيب حديد الحماية إلا في ما ندر، بل تكاد البيوت التي شاهدناها خالية من الحديد.. صحيح بالنسبة لنا قد كنّا في الخمسينيات والستينيات، وهي السنين التي بدأنا نتعرف فيها على العالم، فتحنا أعيننا على لا شيء، فلو دخل السارق بيوتنا فلا يجد فيها ما يسرق.. أما الآن فليس هناك بيت إلا ويحتوي على أشياء نفيسة يسيل لها لعاب اللص، وخاصة تلك التي يخفّ وزنها ويغلو ثمنها.. لذلك أخذ الناس يسارعون في سدّ أبوابهم وشبابيكهم بالحديد، حتى والمنزل ما يزال في طور البناء.. هذا أول شيء يفكر فيه صاحب المبنى وليس آخر شيء.. لمــــــاذا ؟ لأن الثقة تراجعت، وكَـثـُرَ أولاد الحرام وشذّاذ الآفاق والفاشلين الذين يريدون أن يكسبوا دون أن يتعبوا.. هذه فصائل اللصوص الظاهرة للعيان، وآخرون من دونهم لا نعلمهم الله يعلمهم..
الأذان
لا أحكي عن تحفيظ وحفظ القرآن، ولا عن الإمامة والخطابة، ولا حتى عن الفتوى، فكل هذه الإمكانيات متاحة وصحيحة لا تثريب عليها، لكن الأذان، الإعلان عن الصلاة هو الذي تدور حوله علامة استفهام كبيرة.. فباستثناء مسجد بلال والمسجد الأخضر... ليس في هذه البلاد مؤذن يؤدي هذا العمل بصورة صحيحة إلا ما ندر، المفروض أن تستقبله الأذن بسلاسة وتستمرئ معه الخشوع، إلا أن كثيرا من المؤذنين ـ وبدون قصد ـ عند بداية الأذان بمدون الألف الأولى في كلمة (الله) فنسمعها هكذا : (أاااااله).. ثم يمدون الحاء في (محمد) فنسمعها هكذا: (محاااااامد).. ويمدونها أيضا في كلمة (حيّ) فنسمعها هكذا: (حااااااي) على الصلاة.. وفيهم ـ أي المؤذنين ـ من يفتح مكبّر الصوت إلى آخر مدى.. وإذا ما كان هكذا فيكفي أي صوت عادي من المؤذن ليسمعه الناس.
صـــــلاة
دين الإسلام دين متحضّر وليس متعسفـًا ولا قاسيًا، فقد سمح للمريض أن يصلي في بيته إذا غلبه المرض، وبأي طريقة كانت فالأعمال بالنيّات.. والذي يغالبه سعال شديد لا حرج في ما لو صلى في بيته ريثما يُشـْفَـَى ثم يعود لصلاة الجماعة بعد ذلك.. والإنسان الذي لا يستطيع الصلاة إلا على كرسيّ عليه أن يختار مؤخرة المسجد لا مقدمته.. وكذلك يفعل الشخص الذي به تصلـّب برجله ولا يستطيع أن يجلس جلسة طبيعية.. وهناك من لا يشكو من هذا ولا ذاك ولكن يؤخذ عليه عند السجود ترديد تسابيح ووشوشات قريبة من الجهر مع أن الله يعلم السرّ وأخفى.
د. عبدالجواد عباس
أســـــــــوار
هذه الأسوار العالية التي تسـدّ مقدمة كثيرٍ من المنازل في مدينة البيضاء وحتى غيرها من الأماكن.. أنها أسوار عالية، أكثر من ثلاثة أمتار، تحجب ضوء الشمس كما تحجب الهواء والرؤية...
فممن نحن خائفون ؟ وعلامَ نحن خائفون ؟.. يكفي جدار بقدر طول القامة يصدّ عنا عيون المتطفلين، ولندع الهواء يمر، ولندع الشمس تنفذ، فالأغلب أن بيتا تدخله الشمس لا يدخله الطبيب.
مدينة حديدية
في ما جاورنا من البلاد العربية وغيرها من البلدان الأجنبية لا نجد هذا الحرص الشديد على تركيب حديد الحماية إلا في ما ندر، بل تكاد البيوت التي شاهدناها خالية من الحديد.. صحيح بالنسبة لنا قد كنّا في الخمسينيات والستينيات، وهي السنين التي بدأنا نتعرف فيها على العالم، فتحنا أعيننا على لا شيء، فلو دخل السارق بيوتنا فلا يجد فيها ما يسرق.. أما الآن فليس هناك بيت إلا ويحتوي على أشياء نفيسة يسيل لها لعاب اللص، وخاصة تلك التي يخفّ وزنها ويغلو ثمنها.. لذلك أخذ الناس يسارعون في سدّ أبوابهم وشبابيكهم بالحديد، حتى والمنزل ما يزال في طور البناء.. هذا أول شيء يفكر فيه صاحب المبنى وليس آخر شيء.. لمــــــاذا ؟ لأن الثقة تراجعت، وكَـثـُرَ أولاد الحرام وشذّاذ الآفاق والفاشلين الذين يريدون أن يكسبوا دون أن يتعبوا.. هذه فصائل اللصوص الظاهرة للعيان، وآخرون من دونهم لا نعلمهم الله يعلمهم..
الأذان
لا أحكي عن تحفيظ وحفظ القرآن، ولا عن الإمامة والخطابة، ولا حتى عن الفتوى، فكل هذه الإمكانيات متاحة وصحيحة لا تثريب عليها، لكن الأذان، الإعلان عن الصلاة هو الذي تدور حوله علامة استفهام كبيرة.. فباستثناء مسجد بلال والمسجد الأخضر... ليس في هذه البلاد مؤذن يؤدي هذا العمل بصورة صحيحة إلا ما ندر، المفروض أن تستقبله الأذن بسلاسة وتستمرئ معه الخشوع، إلا أن كثيرا من المؤذنين ـ وبدون قصد ـ عند بداية الأذان بمدون الألف الأولى في كلمة (الله) فنسمعها هكذا : (أاااااله).. ثم يمدون الحاء في (محمد) فنسمعها هكذا: (محاااااامد).. ويمدونها أيضا في كلمة (حيّ) فنسمعها هكذا: (حااااااي) على الصلاة.. وفيهم ـ أي المؤذنين ـ من يفتح مكبّر الصوت إلى آخر مدى.. وإذا ما كان هكذا فيكفي أي صوت عادي من المؤذن ليسمعه الناس.
صـــــلاة
دين الإسلام دين متحضّر وليس متعسفـًا ولا قاسيًا، فقد سمح للمريض أن يصلي في بيته إذا غلبه المرض، وبأي طريقة كانت فالأعمال بالنيّات.. والذي يغالبه سعال شديد لا حرج في ما لو صلى في بيته ريثما يُشـْفَـَى ثم يعود لصلاة الجماعة بعد ذلك.. والإنسان الذي لا يستطيع الصلاة إلا على كرسيّ عليه أن يختار مؤخرة المسجد لا مقدمته.. وكذلك يفعل الشخص الذي به تصلـّب برجله ولا يستطيع أن يجلس جلسة طبيعية.. وهناك من لا يشكو من هذا ولا ذاك ولكن يؤخذ عليه عند السجود ترديد تسابيح ووشوشات قريبة من الجهر مع أن الله يعلم السرّ وأخفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق