السبت، 26 نوفمبر 2011

عمر المختار والرحالة الدينمركي

عمر المختار والرحالة الدينمركي


د. عبدالجواد عباس



كنود هولومبو هو الرحالة الدينمركي.. كان من هواة الرحلات الطويلة ‘ وقد جاء إلى ليبيا إبّان الاستعمار الإيطالي ‘ في عهدهم الفاشستي ‘ بالأحرى سنة1930 وقد وصف في مذكراته رحلته المشوقة المليئة بالمفاجآت ‘ المحفوفة بالمخاطر عبر الأراضي الليبية أيام المعارك الدائرة بين المجاهدين الليبيين والإيطاليين.. كان يقابل في طريقه أفواجا من المجاهدين الذين لم يتعرضوا له بسوء، فقد كان يكشف لهم عن شخصيته بأنه ليس منهم ؛ أي ليس إيطالياً.. وحتى عندما أُسيء به الظن ووقع في أسر بعضهم بمنطقة الجبل الأخضر ما لبثوا حتى أطلقوا سراحه.. ليس لأنه يتكلم العربية، ولا لأنه مسلم بل لسبب تلاوته لسورة (ياسين) عن ظهر قلب أمامهم، إذ كانوا قد طلبوا منه قراءة شيءٍ من القرآن كإثبات لادعائه الإسلام.

يقول كنود هولمبو إن زعيم الجماعة لمّا سمع قراءتي للقرآن ولسورة (ياسين) كاملة، وسمع معها بعض قصار السور قال للمجاهدين : ليس من المعقول أن يكون قد حفظ كل هذا بدون إيمان ‘ أطلِقوا سراحه.

وأضاف كنود إنه كان يقدم أوراق هويته إلى السلطات الإيطالية، وأن السلطة العسكرية بالمرج حذرته من التجوّل وحده، وأمرته بملازمة كتيبة إيطالية ذاهبة إلى الجبل ولتكن سيارته وسط سيارات الحملة، وإذا ما أُطلق الرصاص من الغابات المحيطة بالطريق فليبق في سيارته ولا يحرك ساكنا.

وقد مر الرحالة كنود هولمبو بمنطقة مراوة وقابل حاكمها العسكري آنذاك الطاغية "بياتي" وقد طلب منه كنود أن يبني خيمته خارج سور المعسكر، فضحك منه الجنرال بياتي حتى وقعت قبعته العسكرية.

ومن خلال رحلة كنود عبر الجبل الأخضر كان يطرق سمعه باستمرار اسم عمر المختار.. وعندما خرج يتمشى من المقر الذي استضافته فيه السلطات الإيطالية "بمراوة" قابل هناك الكثير ممن يعج بهم المكان من العرب الليبيين المعتقلين وشبه المعتقلين ينتجعون المكان ـ شاهد في الأفق البعيد أعمدة دخان خلال الغابة فعرف أنها نيران أولئك الذين لا يزالون يتمتعون بحريتهم.. وسأل الرحالة أحد الليبيين عن مكان عمر المختار فأشار المواطن بسبابته مكوناً دائرة وقال: "عمر المختار توقعه في كل مكان"..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق