السبت، 26 نوفمبر 2011

لغة شبابية

لغة شبابية


د. عبدالجواد عباس

اختلق الشباب هذه الأيام عبارات جديدة للتحية فيما بينهم.. فكلما ودع أحدهم الآخر شيعه بقوله: "تبيش حاجة" سواء كان يحادثه وجهاً لوجه أو عبر الهاتف.. ولكثرة دوران العبارة كدت أقولها أنا الآخر – مع استهجاني لها – بل وقعت فيها عفو الخاطر ذات مرة.. ربما عبارة "تبيش حاجة" مرادفة لعبارة "أي خدمة" التي كانت شائعة الاستعمال في السبعينيات ومازالت على ألسنة البعض بشكل أو بآخر.. مع ملاحظة أن عبارتي "تبيش حاجة" و "أي خدمة" قد يريد منها الشخص أنه راضٍ عن محدّثة إلى درجة أنه سيخدمه أو يلبي حاجته أياً كانت تلك الحاجة.. مع أن العبارتين قد سيقت كل منهما للمجاملة وليس للحقيقة.. وإلا وقع قائلها في الحرج فيما لو قال الشخص الآخر أريد كذا و كذا.. فتكون حينئذ مجاملة مكلفة.. ولكن لا أرى إلا أننا منساقون لما يقرره الشباب من تكييف في تبادل التحية فقد فرضوا علينا التعانق في المناسبات وما كنا نعرفه قبل أوائل الثمانينيات.

ثمة لغة أخرى أختلقها الشباب فيما بينهم لم نأخذ بها بعد لكنها تمد خطاها نحونا.. هي رموز متعارف عليها فيما بينهم تستطيع أن تقول هي كنايات أو دلالات عن معانٍٍ نحن في غنى عنها لأن لدينا البديل.. والمؤسف أن تلك الألفاظ دالة على السلبية وسوء الخلق بل سوء الظن وربما تحمل الخيانة واللامبالاة وقد تحمل التهاون والهروب من المسؤولية وأخذ القرار وذلك كقولهم "فوجناه" : وتساوي أرغمناه على الخروج من بيننا.. "أنصغط " : غير رأيه.. "عنز" : "أمتنع".. زاد فيها : ذهب .. "عفس" : هرب.. "اسكرطاه": تخلى عنه.. "وزعه" : اختلق له طريقاً ليذهب من بيننا.. "ادلحه": تغاض عنه.. "امطرشق": مختل العقل.. "خط عليه" : انسه.. "وجيج": هرج ومرج.. "فك عليه" و " سل اسبينته" و"اجلده": لاتهتم به.. وأرجو ألا أقول: البقية تأتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق